دشن المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي أول عوامة للمراقبة الآنية للبيئة البحرية والساحلية، وذلك ضمن خطة استراتيجية تشمل (35) عوامة سيتم نشرها على المياه الإقليمية للمملكة في البحر الأحمر والخليج العربي.
وأوضح مدير عام شبكات الرصد بالمركز المهندس/ عامر بامنيف أن العوامة تعمل بتقنياتٍ حديثة بواسطة الطاقة الشمسية ومجهزة بأجهزة استشعار ذكية لقياس درجة الحرارة، والملوحة، والأكسجين، والمواد الذائبة، وبعض المواد الكيميائية، كما أنها تتميز بنظام اتصال لاسلكي لإرسال البيانات في الوقت الآني؛ مما يتيح سرعة رصد التسربات الزيتية بشكل آني والحد المبكر من التلوث.
مضيفاً بأن اختيار ميناء جدة الإسلامي كنقطة انطلاق، كونه أكبر الموانئ السعودية على البحر الأحمر ويشهد حركة ملاحية نشطة، مما يجعله موقعًا مثاليًا لرصد التلوث الناتج عن السفن أو الأنشطة الصناعية.
وأشاد بامنيف بالتعاون مع المديرية العامة لحرس الحدود والهيئة السعودية للموانئ، في إطلاق عوامة الرقابة البحرية كخطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بحماية النظم البيئية البحرية والحفاظ على الشعاب المرجانية حيث تعتبر العوامة نواة لمشروع طموح يهدف إلى تعزيز الأمن البيئي، إذ يهدف المركز إلى نشر (35) عوامة، بدءًا من هذه العوامة، تليها 5 عوامات في عددٍ من المواقع المستهدفة، ليصل العدد لاحقًا إلى (20) عوامة في البحر الأحمر و (15) عوامة في الخليج العربي. ومن أبرز المواقع المستهدفة لتلك العوامات، هي: مناطق الازدحام الملاحي، والمنشآت الصناعية والنفطية، والمحميات البحرية، والموانئ، والمزارع السمكية.
وبيَّن بامنيف قدرات العوامة الذاتية برصد أبرز الملوثات مثل تسربات النفط ومشتقاته، والتسربات الكيميائية، ودرجة الحرارة، والمواد الذائبة التي قد تنتج من الأنشطة التنموية على البحر، إذ يمكن للعوامة تحليل البيانات واكتشاف أي خلل بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تُنقل البيانات بشكل تلقائي إلى غرفة التحكم المركزية بالمركز، ويتم إصدار تنبيهات فورية في حال اكتشاف تلوث غير طبيعي، والتعامل بالشكل المطلوب، ويمكن بذلك قيام كافة الجهات المعنية بالتعامل الفوري لحماية الموارد الطبيعية للبيئة البحرية والساحلية بشكل مستدام.